ISLAM SEBUTAN KHUSUS UMMAT NABI MUHAMMAD
Pertanyaan
Apakah agama-agama samawi sebelum diutusnya Nabi Muhammad juga disebut agama Islam?
Jawaban:
Ada dua pendapat ulama' terkait hal ini. Pendapat pertama menyatakan semua agama samawi disebut Islam. Pendapat kedua menyatakan Islam hanya untuk agama yang dibawa nabi Muhammad, dan para nabi sebelumnya, tidak dengan ummatnya. Dan pendapat yang kedua ini yang dianggap rajih menurut Imam Suyuthi.
Referensi:
[السيوطي، الحاوي للفتاوي، ١٣٨/٢]
[إتمام النعمة في اختصاص الإسلام بهذه الأمة]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
وبعد: فقد وقع السؤال هل كان الأمم السابقة يوصفون بأنهم مسلمون أو لا؟ فأجبت بما نصه: اختلف العلماء هل يطلق الإسلام على كل دين حق أو يختص بهذه الملة الشريفة؟ على قولين: أرجحهما الثاني، فبلغني بعد ذلك أن منكرا أنكر ذلك وأنه استدل بأشياء على كون الأمم السابقة يوصفون بكونهم مسلمين فعجبت من ذلك عجبين: الأول: من إنكاره، فإن كان أنكر أن للعلماء في ذلك قولين فهذا دليل على جهله بنصوص العلماء وأقوالهم، ومن هذا حاله يقال في حقه ما قاله الغزالي: لو سكت من لا يعرف قل الاختلاف، ومن قصر باعه وضاق نظره عن كلام علماء الأمة والاطلاع عليه فما له للتكلم فيما لا يدريه والدخول فيما لا يعنيه، وحق مثل هذا أن يلزم السكوت، وإذا سمع شيئا لم يسمعه قط يعتقد أنه استفاد فائدة جديدة فيعدها نعمة من نعم الله عليه ويدعو لمن أجراها على يديه ويشكر الله عليها، وإن كان أنكر ترجيح القول الثاني فهذا ليس من وظيفته إنما ذلك من وظيفة المجتهدين العالمين بوجوه الترجيحات ومسالك الأدلة وطرق الحجاج والنظر، وإنكاره أيضا دليل على جهله بنصوص الكتاب والسنة الواردة في ذلك.
العجب الثاني: من استدلاله، فإن الاستدلال إنما يسوغ للمجتهد العالم بطريق الاستدلال أما غيره فما له، ولذلك قال الغزالي في كتاب التفرقة: [شرط المقلد] أن يسكت ويسكت عنه ; لأنه قاصر عن سلوك طريق الحجاج، ولو كان أهلا له كان مستتبعا لا تابعا وإماما لا مأموما. وإن خاض المقلد في المحاجة فذلك منه فضول، والمشتغل به ضارب في حديد بارد وطالب لإصلاح فاسد، وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ هذه عبارة الغزالي، وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: شرط المفتي أن يكون مجتهدا، وأما المقلد إذا أفتى فهو ناقل وحامل فقه ليس بمفت ولا فقيه بل هو كمن ينقل فتوى عن إمام من الأئمة ثم أطال القول في ذلك، والعجب من هذا المنكر استدلاله بآيات من القرآن وليس هو ممن أتقن علم المعاني والبيان الذي لا تعرف بلاغة القرآن وأساليبه إلا به، وذلك من شروط الاجتهاد والاستنباط، بل ولا أتقن واحدا من العلوم الخمسة عشر التي لا يجوز لأحد أن يتكلم في القرآن حتى يتقنها، والعجب من تصديه لذكر أدلة ولو أورد عليه أدلة معارضة لما ذكره لم يدر كيف يصنع فيها، وقد أردت أن أبسط القول في هذه المسألة بذكر أدلة القول الراجح والأجوبة عما عارضها.
[ابن حجر الهيتمي، الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي، صفحة ١٢٨]
وسئل نفع الله به بما لفظه: اختلف العلماء هل يطلق الإسلام على سائر الملل السابقة حين حقيقتها أو يختص بهذه الأمة فما الراجح في ذلك؟ فأجاب بقوله: رجح ابن الصلاح الأول، وسيأتي ما يصرح به من لفظ القرآن، ورجح غيره الثاني وهو أنه لا يوصف به أحد من الأمم السابقة سوى الأنبياء فقط، وشرفت هذه الأمة بأن وصفت بما يوصف به الأنبياء تشريفا لها وتكريما، واستدل الحافظ السيوطي على رجحان الثاني بأمور مبسوطة حاصل الأمثل منها أمور: منها: قوله تعالى: {هو سماكم المسلمين} واختلف في ضمير هو هل هو لله أو لإبراهيم على قولين، وقوله: {هو سماكم} [الحج: 78] لو لم يكن خاصا بهم كالذي ذكر قبله لم يكن لتخصيصه بالذكر، ولا لاقترانه بما قبله معنى وهذا هو الذي عليه السلف من الأئمة. فقد صح عن ابن زيد أحد أئمة السلف في (التفسير) ومن أتباع التابعين أنه قال: لم يذكر الله بالإسلام غير هذه الأمة، ولم يسمع بأمة ذكرت بالإسلام غيرها. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {هو سماكم المسلمين من قبل} [الحج: 78] قال الله عز وجل:
{هو سماكم المسلمين من قبل} [الحج: 78] وأخرجا عن مجاهد وقتادة مثله. وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان بن عيينة، وأخرجه ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حبان. وحاصل هذه الآثار عن هؤلاء الذين هم أئمة الدين والسلف المفسرين من الصحابة والتابعين وأتباعهم أن الله سمى هذه الأمة مسلمين في أم الكتاب وهو اللوح المحفوظ، وفي التوراة والإنجيل وسائر كتبه المنزلة وفي القرآن، وأنه اختصهم بهذا الاسم من دون سائر الأمم، ويصح رجوع ضمير هو لإبراهيم كما قاله ابن أبي زيد لقوله: {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنآ أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينآ إنك أنت التواب الرحيم} [البقرة: 128] دعا بذلك لنفسه ولولده وهما نبيان ثم دعا لأمة من ذريته وهي هذه الأمة ولهذا عقبه ب {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم} [البقرة: 129] إلخ وهو نبينا إجماعا فأجاب الله دعاءه بالأمرين يبعث محمد صلى الله عليه وسلم منهم وبتسميتهم مسلمين، ولهذا أشار تعالى إلى أن إبراهيم هو السبب في ذلك بقوله: {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين} [الحج: 78] ومنها: قوله تعالى: {ورضيت لكم الأسلام دينا} [المائدة: 3] هو ظاهر في الاختصاص بهم لأن تقديمه يستلزمه، ويفيد أنه لم يرضه لغيرهم كما يقتضيه كلام أهل البيان. ومنها: ما في حديث إسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة: (أنه صلى الله عليه وسلم قال ليهودي حلف والله ما اصطفى الله محمدا على البشر: بل يا يهودي آدم صفى الله وإبراهيم خليل الله وموسى نجى الله وعيسى روح الله وأنا حبيب الله، بل يا يهودي تسمي الله باسمين سمى بهما أمتي هو السلام وسمى بها أمتي المسلمين) الحديث، وهو صريح في اختصاص أمته بوصف الإسلام وإلا لقال اليهودي ونحن أيضا كذلك. وفي حديث النسائي وغيره (من دعا بدعوى الجاهلية فإنه من خبء جهنم، قال رجل: يا رسول الله وإن صام وصلى؟ قال: نعم، فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين، والمؤمنين عباد الله) .
وأخرج أبو نعيم وغيره عن وهب قال: أوحى الله إلى شعيب إني باعث نبيا أميا مولده بمكة إلى أن قال والإسلام ملته وأحمد اسمه، ولا يعارض ذلك قوله تعالى: {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} [الذاريات: 35 36] لما مر أن وصف الإسلام يطلق على الأنبياء أيضا والبيت المذكور بيت لوط صلى الله على نبينا وعليه وسلم ولم يكن فيه مسلم إلا هو وبناته فأطلق عليه أصالة وعليهن تغليبا أو تبعا تشريفا لهم، إذ قد يختص أولاد الأنبياء بأشياء لا يشاركهم فيها بقية الأمم، كما اختص سيدنا إبراهيم ابن نبينا صلى الله عليه وسلم بأنه لو عاش كان نبيا، وكما اختصت فاطمة بأنها لا يتزوج عليها وبأنها تمكث في المسجد مع الحيض والجنابة وكذلك أمهات المؤمنين، وكذا علي والحسن والحسين رضي الله عنهم اختصوا بجواز المكث في المسجد مع الجنابة كل ذلك تبع له صلى الله عليه وسلم، وكذلك قوله تعالى عن أولاد يعقوب: {ووصىابهآ إبراهيم بنيه ويعقوب يابنى إن الله اصطفىالكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [البقرة: 132] إما على سبيل التبعية إن لم يكونوا أنبياء وإلا فواضح، وكذلك قوله تعالى: {وقال موسىاياقوم إن كنتم ءامنتم ب الله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين} [يونس: 84] إما أن يحمل على التغليب فإن فيهم هارون ويوشع وهما نبيان فأدرج بقية القوم في الوصف تغليبا، أو يحمل على أن المراد إن كنتم منقادين لي فيما آمركم به، وكذلك قوله تعالى: {ووصىابهآ إبراهيم بنيه ويعقوب يابنى إن الله اصطفىالكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [البقرة: 132] فهو من قول إبراهيم لبنيه ويعقوب لبنيه وفي بني كل الأنبياء فوقع تغليبا وكذلك قوله تعالى: {وإذ أوحيت إلى الحواريين أنءامنوا بى وبرسولى قالواءامنا واشهد بأننا مسلمون} [المائدة: 111] فإن الحواريين فيهم الأنبياء الثلاثة المذكورون في قوله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جآءها المرسلون} [يس: 13] الآية، نص العلماء على أنهم من حواري عيسى وأحد قولي العلماء أن الثلاثة أنبياء ويرشحه ذكر الوحى إليهم، ولا يؤيد القول المرجوح آية: {شرع لكم من الدين ما وصىابه نوحا} [الشورى: 13] إلخ، خلافا لمن وهم فيه لأن المراد استواء الشرائع كلها في أصل التوحيد، وليس الإسلام اسما للتوحيد فقط بل لمجموع الشريعة بفروعها وأعمالها، على أن محل النزاع إنما هو في أمر لفظي هو أن تلك الشرائع هل تسمى إسلاما أو لا؟ والراجح لا، بناء على أن الإطلاق يتوقف على الورود، ولم يرد في شيء من الشرائع تسميته إسلاما من غير تغليب أو تبعية لنبي، فلا يطلق عليه كما لا يطلق على شيء من الكتب أنه قرآن، ولا على شيء من أواخر آي القرآن أنه سجع بل فواصل وقوفا مع ما ورد كما قال النووي. لا يقال في حق النبي صلى الله عليه وسلم عز وجل وإن كان عزيزا جليلا، وعلى الراجح فوجه الاختصاص بهذا الاسم هو أن الإسلام اسم للشريعة المشتملة على فواضل العبادات المختصة بهذه الأمة من الصلوات الخمس وصوم رمضان والغسل من الجنابة والجهاد ونحوها كما أفاده حديث جبريل قال: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتأتى الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، وتحج البيت) وفي رواية: (وتغتسل من الجنابة) وذلك خاص بهذه الأمة كما تقرر لم يكتب على غيرها من الأمم، وإنما كتب على الأنبياء فقط كما جاء في أثر وهب (وأعطيتهم من النوافل مثل ما أعطيت الأنبياء، وافترضت عليهم الفرائض التي افترضت على الأنبياء والرسل) فلذلك سميت هذه الأمة مسلمين كما سمى بذلك الأنبياء والمرسلون ولم يسم غيرها من الأمم. ويؤيد هذا المعنى حديث أبي يعلى: (الإسلام ثمانية أسهم: شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة، والزكاة، والحج والجهاد، وصوم رمضان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) . وأخرج الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما: (سهام الإسلام ثلاثون سهما لم يتمها إلا إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم) . [تنبيه] : قوله تعالى: {الذينءاتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلىاعليهم قالواءامنا به إنه الحق من ربنآ إنا كنا من قبله مسلمين} [القصص: 52، 53] ظاهر في الدلالة للمرجوح. وأجاب عنه الجلال السيوطي بما فيه تكلف وضعف، ومنه أن الوصف في مسلمين اسم فاعل مراد به الاستقبال كما هو حقيقة فيه لا الحال ولا الماضي الذي هو مجاز والتمسك بالحقيقة هو الأصل. وتقدير الآية: إنا كنا من قبل مجيئه عازمين على الإسلام به إذا جاء لما كنا نجده في كتبنا من نعته ووصفه، ويرشحه أن السياق يرشد إلى أن قصدهم الإخبار بحقية القرآن وأنهم كانوا على قصد الإسلام به إذا جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لما كان عندهم من صفاته وظهر لهم من قرب زمانه واقتراب بعثته، وليس قصدهم الثناء على أنفسهم في حد ذاتهم بأنهم كانوا بصفة الإسلام أولا فإن ذلك ينبو عنه المقام.
Apakah agama-agama samawi sebelum diutusnya Nabi Muhammad juga disebut agama Islam?
Jawaban:
Ada dua pendapat ulama' terkait hal ini. Pendapat pertama menyatakan semua agama samawi disebut Islam. Pendapat kedua menyatakan Islam hanya untuk agama yang dibawa nabi Muhammad, dan para nabi sebelumnya, tidak dengan ummatnya. Dan pendapat yang kedua ini yang dianggap rajih menurut Imam Suyuthi.
Referensi:
[السيوطي، الحاوي للفتاوي، ١٣٨/٢]
[إتمام النعمة في اختصاص الإسلام بهذه الأمة]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
وبعد: فقد وقع السؤال هل كان الأمم السابقة يوصفون بأنهم مسلمون أو لا؟ فأجبت بما نصه: اختلف العلماء هل يطلق الإسلام على كل دين حق أو يختص بهذه الملة الشريفة؟ على قولين: أرجحهما الثاني، فبلغني بعد ذلك أن منكرا أنكر ذلك وأنه استدل بأشياء على كون الأمم السابقة يوصفون بكونهم مسلمين فعجبت من ذلك عجبين: الأول: من إنكاره، فإن كان أنكر أن للعلماء في ذلك قولين فهذا دليل على جهله بنصوص العلماء وأقوالهم، ومن هذا حاله يقال في حقه ما قاله الغزالي: لو سكت من لا يعرف قل الاختلاف، ومن قصر باعه وضاق نظره عن كلام علماء الأمة والاطلاع عليه فما له للتكلم فيما لا يدريه والدخول فيما لا يعنيه، وحق مثل هذا أن يلزم السكوت، وإذا سمع شيئا لم يسمعه قط يعتقد أنه استفاد فائدة جديدة فيعدها نعمة من نعم الله عليه ويدعو لمن أجراها على يديه ويشكر الله عليها، وإن كان أنكر ترجيح القول الثاني فهذا ليس من وظيفته إنما ذلك من وظيفة المجتهدين العالمين بوجوه الترجيحات ومسالك الأدلة وطرق الحجاج والنظر، وإنكاره أيضا دليل على جهله بنصوص الكتاب والسنة الواردة في ذلك.
العجب الثاني: من استدلاله، فإن الاستدلال إنما يسوغ للمجتهد العالم بطريق الاستدلال أما غيره فما له، ولذلك قال الغزالي في كتاب التفرقة: [شرط المقلد] أن يسكت ويسكت عنه ; لأنه قاصر عن سلوك طريق الحجاج، ولو كان أهلا له كان مستتبعا لا تابعا وإماما لا مأموما. وإن خاض المقلد في المحاجة فذلك منه فضول، والمشتغل به ضارب في حديد بارد وطالب لإصلاح فاسد، وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ هذه عبارة الغزالي، وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: شرط المفتي أن يكون مجتهدا، وأما المقلد إذا أفتى فهو ناقل وحامل فقه ليس بمفت ولا فقيه بل هو كمن ينقل فتوى عن إمام من الأئمة ثم أطال القول في ذلك، والعجب من هذا المنكر استدلاله بآيات من القرآن وليس هو ممن أتقن علم المعاني والبيان الذي لا تعرف بلاغة القرآن وأساليبه إلا به، وذلك من شروط الاجتهاد والاستنباط، بل ولا أتقن واحدا من العلوم الخمسة عشر التي لا يجوز لأحد أن يتكلم في القرآن حتى يتقنها، والعجب من تصديه لذكر أدلة ولو أورد عليه أدلة معارضة لما ذكره لم يدر كيف يصنع فيها، وقد أردت أن أبسط القول في هذه المسألة بذكر أدلة القول الراجح والأجوبة عما عارضها.
[ابن حجر الهيتمي، الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي، صفحة ١٢٨]
وسئل نفع الله به بما لفظه: اختلف العلماء هل يطلق الإسلام على سائر الملل السابقة حين حقيقتها أو يختص بهذه الأمة فما الراجح في ذلك؟ فأجاب بقوله: رجح ابن الصلاح الأول، وسيأتي ما يصرح به من لفظ القرآن، ورجح غيره الثاني وهو أنه لا يوصف به أحد من الأمم السابقة سوى الأنبياء فقط، وشرفت هذه الأمة بأن وصفت بما يوصف به الأنبياء تشريفا لها وتكريما، واستدل الحافظ السيوطي على رجحان الثاني بأمور مبسوطة حاصل الأمثل منها أمور: منها: قوله تعالى: {هو سماكم المسلمين} واختلف في ضمير هو هل هو لله أو لإبراهيم على قولين، وقوله: {هو سماكم} [الحج: 78] لو لم يكن خاصا بهم كالذي ذكر قبله لم يكن لتخصيصه بالذكر، ولا لاقترانه بما قبله معنى وهذا هو الذي عليه السلف من الأئمة. فقد صح عن ابن زيد أحد أئمة السلف في (التفسير) ومن أتباع التابعين أنه قال: لم يذكر الله بالإسلام غير هذه الأمة، ولم يسمع بأمة ذكرت بالإسلام غيرها. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {هو سماكم المسلمين من قبل} [الحج: 78] قال الله عز وجل:
{هو سماكم المسلمين من قبل} [الحج: 78] وأخرجا عن مجاهد وقتادة مثله. وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان بن عيينة، وأخرجه ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حبان. وحاصل هذه الآثار عن هؤلاء الذين هم أئمة الدين والسلف المفسرين من الصحابة والتابعين وأتباعهم أن الله سمى هذه الأمة مسلمين في أم الكتاب وهو اللوح المحفوظ، وفي التوراة والإنجيل وسائر كتبه المنزلة وفي القرآن، وأنه اختصهم بهذا الاسم من دون سائر الأمم، ويصح رجوع ضمير هو لإبراهيم كما قاله ابن أبي زيد لقوله: {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنآ أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينآ إنك أنت التواب الرحيم} [البقرة: 128] دعا بذلك لنفسه ولولده وهما نبيان ثم دعا لأمة من ذريته وهي هذه الأمة ولهذا عقبه ب {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم} [البقرة: 129] إلخ وهو نبينا إجماعا فأجاب الله دعاءه بالأمرين يبعث محمد صلى الله عليه وسلم منهم وبتسميتهم مسلمين، ولهذا أشار تعالى إلى أن إبراهيم هو السبب في ذلك بقوله: {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين} [الحج: 78] ومنها: قوله تعالى: {ورضيت لكم الأسلام دينا} [المائدة: 3] هو ظاهر في الاختصاص بهم لأن تقديمه يستلزمه، ويفيد أنه لم يرضه لغيرهم كما يقتضيه كلام أهل البيان. ومنها: ما في حديث إسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة: (أنه صلى الله عليه وسلم قال ليهودي حلف والله ما اصطفى الله محمدا على البشر: بل يا يهودي آدم صفى الله وإبراهيم خليل الله وموسى نجى الله وعيسى روح الله وأنا حبيب الله، بل يا يهودي تسمي الله باسمين سمى بهما أمتي هو السلام وسمى بها أمتي المسلمين) الحديث، وهو صريح في اختصاص أمته بوصف الإسلام وإلا لقال اليهودي ونحن أيضا كذلك. وفي حديث النسائي وغيره (من دعا بدعوى الجاهلية فإنه من خبء جهنم، قال رجل: يا رسول الله وإن صام وصلى؟ قال: نعم، فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين، والمؤمنين عباد الله) .
وأخرج أبو نعيم وغيره عن وهب قال: أوحى الله إلى شعيب إني باعث نبيا أميا مولده بمكة إلى أن قال والإسلام ملته وأحمد اسمه، ولا يعارض ذلك قوله تعالى: {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} [الذاريات: 35 36] لما مر أن وصف الإسلام يطلق على الأنبياء أيضا والبيت المذكور بيت لوط صلى الله على نبينا وعليه وسلم ولم يكن فيه مسلم إلا هو وبناته فأطلق عليه أصالة وعليهن تغليبا أو تبعا تشريفا لهم، إذ قد يختص أولاد الأنبياء بأشياء لا يشاركهم فيها بقية الأمم، كما اختص سيدنا إبراهيم ابن نبينا صلى الله عليه وسلم بأنه لو عاش كان نبيا، وكما اختصت فاطمة بأنها لا يتزوج عليها وبأنها تمكث في المسجد مع الحيض والجنابة وكذلك أمهات المؤمنين، وكذا علي والحسن والحسين رضي الله عنهم اختصوا بجواز المكث في المسجد مع الجنابة كل ذلك تبع له صلى الله عليه وسلم، وكذلك قوله تعالى عن أولاد يعقوب: {ووصىابهآ إبراهيم بنيه ويعقوب يابنى إن الله اصطفىالكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [البقرة: 132] إما على سبيل التبعية إن لم يكونوا أنبياء وإلا فواضح، وكذلك قوله تعالى: {وقال موسىاياقوم إن كنتم ءامنتم ب الله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين} [يونس: 84] إما أن يحمل على التغليب فإن فيهم هارون ويوشع وهما نبيان فأدرج بقية القوم في الوصف تغليبا، أو يحمل على أن المراد إن كنتم منقادين لي فيما آمركم به، وكذلك قوله تعالى: {ووصىابهآ إبراهيم بنيه ويعقوب يابنى إن الله اصطفىالكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [البقرة: 132] فهو من قول إبراهيم لبنيه ويعقوب لبنيه وفي بني كل الأنبياء فوقع تغليبا وكذلك قوله تعالى: {وإذ أوحيت إلى الحواريين أنءامنوا بى وبرسولى قالواءامنا واشهد بأننا مسلمون} [المائدة: 111] فإن الحواريين فيهم الأنبياء الثلاثة المذكورون في قوله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جآءها المرسلون} [يس: 13] الآية، نص العلماء على أنهم من حواري عيسى وأحد قولي العلماء أن الثلاثة أنبياء ويرشحه ذكر الوحى إليهم، ولا يؤيد القول المرجوح آية: {شرع لكم من الدين ما وصىابه نوحا} [الشورى: 13] إلخ، خلافا لمن وهم فيه لأن المراد استواء الشرائع كلها في أصل التوحيد، وليس الإسلام اسما للتوحيد فقط بل لمجموع الشريعة بفروعها وأعمالها، على أن محل النزاع إنما هو في أمر لفظي هو أن تلك الشرائع هل تسمى إسلاما أو لا؟ والراجح لا، بناء على أن الإطلاق يتوقف على الورود، ولم يرد في شيء من الشرائع تسميته إسلاما من غير تغليب أو تبعية لنبي، فلا يطلق عليه كما لا يطلق على شيء من الكتب أنه قرآن، ولا على شيء من أواخر آي القرآن أنه سجع بل فواصل وقوفا مع ما ورد كما قال النووي. لا يقال في حق النبي صلى الله عليه وسلم عز وجل وإن كان عزيزا جليلا، وعلى الراجح فوجه الاختصاص بهذا الاسم هو أن الإسلام اسم للشريعة المشتملة على فواضل العبادات المختصة بهذه الأمة من الصلوات الخمس وصوم رمضان والغسل من الجنابة والجهاد ونحوها كما أفاده حديث جبريل قال: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتأتى الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، وتحج البيت) وفي رواية: (وتغتسل من الجنابة) وذلك خاص بهذه الأمة كما تقرر لم يكتب على غيرها من الأمم، وإنما كتب على الأنبياء فقط كما جاء في أثر وهب (وأعطيتهم من النوافل مثل ما أعطيت الأنبياء، وافترضت عليهم الفرائض التي افترضت على الأنبياء والرسل) فلذلك سميت هذه الأمة مسلمين كما سمى بذلك الأنبياء والمرسلون ولم يسم غيرها من الأمم. ويؤيد هذا المعنى حديث أبي يعلى: (الإسلام ثمانية أسهم: شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة، والزكاة، والحج والجهاد، وصوم رمضان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) . وأخرج الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما: (سهام الإسلام ثلاثون سهما لم يتمها إلا إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم) . [تنبيه] : قوله تعالى: {الذينءاتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلىاعليهم قالواءامنا به إنه الحق من ربنآ إنا كنا من قبله مسلمين} [القصص: 52، 53] ظاهر في الدلالة للمرجوح. وأجاب عنه الجلال السيوطي بما فيه تكلف وضعف، ومنه أن الوصف في مسلمين اسم فاعل مراد به الاستقبال كما هو حقيقة فيه لا الحال ولا الماضي الذي هو مجاز والتمسك بالحقيقة هو الأصل. وتقدير الآية: إنا كنا من قبل مجيئه عازمين على الإسلام به إذا جاء لما كنا نجده في كتبنا من نعته ووصفه، ويرشحه أن السياق يرشد إلى أن قصدهم الإخبار بحقية القرآن وأنهم كانوا على قصد الإسلام به إذا جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لما كان عندهم من صفاته وظهر لهم من قرب زمانه واقتراب بعثته، وليس قصدهم الثناء على أنفسهم في حد ذاتهم بأنهم كانوا بصفة الإسلام أولا فإن ذلك ينبو عنه المقام.
Komentar
Posting Komentar